
يقول الله -سبحانه وتعالى- أيضاً في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران: الآية100]، العجيب في هذه الآية المباركة أنه يتحدث عن الطاعة، وعن خطورة الطاعة لهم، ومعنى ذلك: أنهم ينجحون- إلى حدٍ كبير- في تطويع الأمة، يعني: يسعون إلى أن يحولوا الأمة إلى مطيعة لهم، تتفاعل مع رؤاهم، مع سياساتهم، مع مخططاتهم، مع مؤامراتهم، مع توجيهاتهم، تتلقى منهم الأوامر، تتفاعل مع ما يقدمونه، وتسعى لتنفذ ما يقدمونه، وهذه حالة رهيبة جدًّا، حالة خطيرة، وتدل على خطورتهم البالغة على هذه الأمة، أنهم يمكن أن يصلوا إلى هذا المستوى من النجاح في أن يحولوا هذه الأمة إلى مطيعة لهم، أو يحولوا كثيراً من أبناء الأمة إلى مطيعين لهم، يتقبلون منهم الأوامر، التوجيهات، الخطط، المؤامرات، يتقبلون سياساتهم، يتحركون وفق ما يرسمونه هم، ولديهم وسائل كثيرة لتحقيق هذا الهدف، لديهم الكثير من الأساليب والوسائل التي تساعدهم أحياناً إلى الوصول حتى إلى مواقع القرار في هذه الأمة؛ فيحولوا رئيسياً معيناً، أو ملكاً معيناً، أو أميراً معيناً، إلى مطيع لهم يسعى لتنفيذ مؤامراتهم وخططهم بكل جدية، ويبذل من أجل ذلك المال، ويتخذ كل المواقف في سبيل تنفيذ خططهم ومؤامراتهم.
اقراء المزيد